كيف تبدأ من الصفر لتغير بناء حياتك ؟
0
968
كيف تبدأ من الصفر لتغير بناء حياتك
في مختلف مراحل حياتك وأنت تواجه التحديات. قد تجد نفسك محصوراً بين خيارات قاسية وحساسة من شأنها أن تغير واقع حياتك. بمعنى أنك قد تجد نفسك أمام قرارات مصيرية تجعل كل ما بنيتَه أو اجتهد لتنميته يغدو بلا قيمة، أو يصبح مضراً بحياتك ونفسيتك بشكل او بآخر.
في تجربتي الخاصة، أكثر ما أجده قوياً في مسيرتي حتى الآن هو قدرتي على البدء من الصفر في كل مجالات حياتي. في التحديات التي واجهتني سواء على المستوى المهني، المعرفي، أو على مستوى الأعمال، فطرياً.. كنت أملك الجرأة والشجاعة للبدء من الصفر، ولم أكن أدرك ميزة هذه الصفة.
تعلمنا من المجتمع كيف نقول نعم. نعم للواقع، نعم للأقنعة، نعم للمداهنة، نعم للانتهازية، نعم لتبرير الوسائل من أجل الغايات، نعم لتبرير الأخطاء، نعم للنفاق، نعم للمركزية، نعم للهرمية، نعم لكل شيء لا نريده.
لم نتعلم كيف نقول “لا”، وإن قلناها.. تكون في نظر المجتمع قلة تربية، أو قد يعتبرها المجتمع بشكل أو بآخر عصياناً أو تمرداً، ولذلك تنتشر السلبية والكآبة بين الناس الذيت تعودوا على أن يقولوا “نعم” في الوقت الذي يريدون فيه أن يقولوا “لا”.
عندما تمضي 5 سنوات من حياتك، تتعلم خلالها في الجامعة تخصصاً تكتشف أنك لم تكن تريده، وتبدأ في مواجهة تحديات حضور المحاضرات وحل الواجبات لكي لا تفشل في نظر المجتمع، هل تجرأت على أن تقول “لا” لهذا التخصص وتبدأ في البحث عن بديل؟ عندما تمضي 10 سنوات في عمل ما، وتصبح خبيراً في هذا المجال بشكل كبير، ولديك رصيد من الخبرة يجعلك قادراً على الحصول على وظيفة في أي شركة، ولكنك لا تريد هذا المجال، لم تعد تحبه ولم تعد تود ممارسته، هل لديك الجرأة لتقول “لا” وتبدأ من الصفر في مجال جديد تريده حقاً؟
البدء من الصفر يعني أن تبدأ من نقطة لا يوجد لديك فيها أي ميزة أو أفضلية، ولذلك فهي من المهارات التي تتطلب كثيراً من الصفات الجوهرية قبل أن تصل إليها وتصبحَ قادراً على البدء من الصفر. إنه بلا شك خيار صعب ومصيري.
فلنتخيل -على سبيل المثال- أنك محاسبٌ خبرتك تمتد لـ 10 سنوات، ولكنك تريد وترغب في أن تكون مبرمجاً. في هذه المرحلة، أنت تتخلى عن إرث 10 سنوات من الخبرة وتنتقل إلى مرحلة الصفر لبدء تعلم البرمجة التي لا تملك فيها مهارات أو معرفة كتلك التي لديك في المحاسبة، بل ويتطلب منك الأمر -كي تكون مبرمجاً- مجهوداً كبيراً جداً، للبدء في دراستها، والخوض والتعمق فيها لتكون قادراً على المنافسة، وقادراً على الكسب من وراء تعلمها، في حين أنك تكسب دخلاً جيداً من ممارسة المحاسبة، فهل تتوقع -بناءً على هذا السيناريو- أن قرار البدء من الصفر سيكون سهلاً عليك؟
وإن تجرأت وقررت البدء، واستطعت التغلب على غرورك الذاتي، فمَن -في توقعك- سوف يدعمك في قرار كهذا، شركتك.. التي لا يوجد فيها قسم للبرمجة؟ أم عائلتك التي تعتمد عليك في توفير المصاريف؟ أم مجتمعك الذي يعرفك دوماً كمحاسب خبير، أم المجتمع الوظيفي الذي لا يمكن أن يوظفك وأنت لا تمتلك رصيداً من الخبرات في مجالك الجديد؟
ومع هذه التحديات التي أمامك؛ من صراعٍ داخليٍّ مع نفسك وغرورك من جهة، وصراعٍ خارجي مع محيطك ومجتمعك من جهة أخرى، هل تتوقع أنك ستستطيع أن تتخذ قرار اتباع حدسك واتباع شغفك وأن تبدأ من الصفر لأجل ما تريد.
إن كل هذه التحديات تواجهك في أي رحلة من رحلات حياتك، ولذا فهي أمر طبيعي، والقرار دوماً بين يديك؛ إنه الاختيار ما بين الرضوخ لهذه التحديات، وما بين مواجهتها لتكمل رحلة الحياة التي تريدها، رحلة الحياة التي تخصك، الحياة التي لن تحياها إلا مرة واحدة.
يجب أن تعرف أنك تدفع ثمن عدم اكتشاف نفسك وقدراتك مبكراً، أنت تدفع ثمن قول “نعم” في كل مرة تواجه فيها تحديات جديدة وتختار الطريق الأضمن من أجل أن لا تخاطر، تدفع ثمن أنك لم تتعلم أن تقول “لا” وتتوقف عن ممارسة ما لا تحبه وما لا تملك نحوه أي شغف أو عاطفة، وتدفع ثمن الهروب للأمام.
سأقترح عليك 6 صفات ستسعادك على أن تبدأ من الصفر، هذه الصفات الجوهرية ستساعدك حتماً في حياتك:
1- كن “واضحاً” فيما تريد:
عليك أن تكون واضحاً في خياراتك وما ترغب به، لا تركن إلى آلية التشتت وأنصاف الحلول؛ “أنا أميل إلى هنا وأميل إلى هناك.” عندما تتحدث مع نفسك، لا تخف من أن تكون واضحاً في رغباتك ومشاعرك. وضوح رغبتك يساعدك على أن تكون جريئاً، وقادراً على اتخاذ القرار الصحيح.
2- كن جريئاً وشجاعاً:
لا تتردد. إذا عزمت فكن مقداماً، قوياً، جاهزاً لتحمل مسؤولية قراراتك مهما كانت. كن شجاعاً واعرف ما تريده، كن شجاعاً واختر ما تريده، وكن شجاعاً لتمضي في الرحلة التي تريدها.
3- الاستقلالية:
لا تنتظر التوجيه ولا الإرشاد ولا التشجيع. انت كيان مستقل، وانت الوحيد الذي يعرف ماذا تريد وماذا تحب. تحرر من الحدود التي وضعها لك المجتمع وكن مستقلاً.
4- القدرة على التعلم الذاتي:
انتهى عصر التعلم عبر المؤسسات وانتظار الشهادات، وإن كنتَ لا تزال تعتقد بضروريتها فأنت تحد نفسك كثيراً. إذا أردتَ أن تكون أي شيء، فعليك أن تعلم نفسك بنفسك من الصفر. عليك أن تبحث عن آخر الاكتشافات وآخر الدراسات وآخر التطورات في المجال الجديد الذي تود الدخول فيه. وبالمناسبة، فإن القدرة على التعلم الذاتي سوف تمنحك ميزة مهمة، لأن أغلب الناس لا يطورون أنفسهم بسرعة في مجالاتهم التي تعودوا عليها، وستأتي أنت بعقلية جديدة ومتفتحة، وبطريقة لم يتعودوا عليها في مجال محدد من قبل.
5- لا تقلق واحترم لحظتك:
أنت ما أنت عليه الآن، لست الماضي ولست المستقبل، اجتهد في لحظتك بكل ما لديك من قوة، ولا تقلق من النتائج، ولا ترفع مستوى التوقعات. كل ما عليك.. هو أن تعمل بكل قوة في أي مرحلة كنت، في الصفر أو في مرحلة متقدمة، احترم مرحلتك بكل ما فيها واعطها كل ما تستحقه.
6- كن مرناً ومتواضعاً وتعلم من أخطاءك:
يجب أن تحترم مرحلة الصفر التي تريد أن تبدأ منها. ولكي تختصر الأمر، اذهب إلى من هم متقدمون جداً في مجالك الجديد وحاول أن تعرف منهم الأسرار التي ستساعدك على سرعة التعلم. اذا اخطأت.. فاعترف، وقم بالتصحيح فوراً، تواضع للمعرفة الجديدة وكن منفتحاً نحوها.
كانت هذه بعض الصفات التي ستساعدك على البدء من الصفر، وما زال هناك الكثير لنعرفه بخصوص هذا الموضوع. تعلم كيف تبدأ من الصفر ولا تقلق ولا تخف، وصدقني.. سوف تتفاجئ من النتائج، لأن العوائد التي ستأتيك من الإقدام وقول “لا” كبيرة جداً ولا تقدر بثمن.
أحمد أبوطالب
#اكتشف_عبقريتك
25 نوفمبر 2015
إشترك الآن بالقائمة البريدية
الرجاء أدخال البريد الألكتروني ليصلك كل جديد
آخر التعليقات
Hello my family member! I wish to say that this post is awesome, nice written and include almost all important infos. I would like to peer extra posts like this . Augustina Tobie Sonya
Good article! We are linking to this particularly great post on our website. Keep up the good writing. Crissy Mendel Feldman
Me alegro mucho y te agradezco tu comentario. Unb saludo. Fredia Raynor Manolo