كيف يكون لديك حياة لا تود التقاعد منها أبداً؟
4
875
كيف يكون لديك حياة لا تود التقاعد منها أبداً؟
في أحد الشركات التي كنت أعمل فيها، كنت قد بدأت العمل بشغف عالي ورغبة قوية في تحقيق الكثير مما أطمح إليه من خلال الوظيفة التي أعمل بها، لأن تلك الوظيفة كانت ذو معنى كبير بالنسبة لي. كنت أذهب الصباح مليئاً بالطاقة والرغبة في الإبداع، كنت أدخل المكتب والإبتسامة تملأ وجهي بدون أي تكلف، كانت علاقتي مع زملائي في العمل مليئة بالتعاون، كنت أشعر أني قائد بغض النظر عن المسمى الوظيفي الذي أحمله، وبناءً على هذا الشعور كنت أتصرف بروح القيادة. كنت لا أحفل بالمقارنات مع زملائي، وكنت أقوم بالأمور الصحيحة حتى وإن لم تكن ذو معنى لغيري، وكان تركيزي كله منصب على مصلحة العمل فقط.
مديري المباشر لم يكن على انسجام كبير فيما كنت أقوم به، حيث كان لديه أسلوب معين في العمل ولم يكن هذا الأسلوب يتناسب معي ولذلك لم أكن ألتفت كثيراً لما يقول. كنت أعتبر المشروع الذي أقوم به هو مشروعي الذي يجب أن ينجح بأي طريقة كانت، وهذا كان يجعل المدير غاضباً وحانقاً علي طوال الوقت.
في الحقيقة لم أكن أعبأ بذلك، ولم يكن اهتمامي منصباً نحو رضاه، بل كان اهتمامي منصباً نحو المشروع الذي أقوم به. وفي يوم من الأيام قام هذا المدير بمحاولة إخراجي من المشروع الذي أعمل فيه ولكن بطريقة كانت تبدو سيئة للغاية. بالفعل استطاع أن يخرجني من المشروع الذي كنت على وشك إطلاقه، وأخرجني من الفريق التابع له لأنتقل إلى قسم آخر في الشركة وتحت قيادة مدير آخر. كنت في غاية الانزعاج حينها لأنني أرغمت على ترك المشروع قبل أن أطلقه. هذه المشاعر قد يتعرض لها أي إنسان، قد تشعر بالظلم والحنق على هذا الموقف والمدير، ولكني لأول مرة لم أجعل لمشاعري أن تذهب في ذلك الاتجاه.
جلست حينها أفكر، كيف يمكن للإنسان أن يضمن أن جهوده وعمره ووقته ليست عُرضة لقرار خاطئ من هنا أو هناك، أو تحت رحمة كيان معين، أو تحت رحمة شخص ما؟ كيف يمكن للإنسان أن يجعل جهوده تنصب في مشروع حقيقي ذو معنى له، ينميه بشغف، بحب، ببهجة، ويتعلم منه يومياً ويختار متى يكمله أو يتوقف عنه؟ إنها للحظة الأولى التي اعتبرت نفسي مسؤولاً عن حياتي وكيف يجب أن تكون. لقد مسكت دفة انتباهي كي يكون منتبهاً فقط نحو ما يمكن لي أن أقوم به الآن مهما كان صغيراً أو بسيطاً.
كل تلك الأسئلة قادتني إلى أن الإنسان في النهاية يجب أن يصنع طريقة الحياة والعمل التي يتمناها ويريدها. وهذا ما قمت بفعله. اتخذت قرارات جريئة وقوية من أجل أن أصنع حياتي بالشكل الذي أحلم به. مازلت في بداية الطريق، ولكني أتقدم كل يوم خطوة على الأقل نحو الحياة التي أريدها. كل يوم أنسجم أكثر مع عالمي الداخلي، وأعرف أكثر كيف أحقق الرضا في اللحظة. وبذلك تحولت الحياة بكل ما فيها من تحديات إلى بهجة، لأني عرفت أني لست مدير هذا الكون إنما أنا مدير مشاعري وقناعاتي فقط، والباقي سيظهر في الحياة بطريقة طبيعية وبالشكل الذي يكون داعماً لك.
إذا كنت شخصاً غير عادياً وتريد أن تحيى حياة غير عادية، قم واصنع الحياة التي تريدها. لا تنتظر وظيفة أو شركة أو شخص، أنت قادر على بناء حياتك كما تريدها وتتخيلها. فكر خارج الصندوق، ابحث، تعلم، جرب، وسوف تكتشف الكثير في هذه الدنيا العجيبة.
إذا أردت أن تبدأ صناعة الحياة التي تريدها، إليك بعض النقاط التي قد تساعدك في ذلك:
أولاً: أصلح معتقداتك، أعد هندسة وعيك
هناك أفكار كثيرة في عقلك تجعلك تعتقد أن الحياة هي سيئة، وأنك هنا موجود لكي تعاني من الشح والندرة في هذا الكون. أنت لست هنا بالصدفة. قد تعتقد أن الحياة صعبة والناس كلهم سيئين، ونحن بشر لا حول ولا قوة لنا في ظل هذا العالم الذي يحكمه الأقوياء، كل شيء في هذا العالم ضدك، وأنت هنا لتُختبر فقط. وقد تظن أن الفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة، والنجاح يحتاج الدماء والعرق والدموع من أجل أن يحدث.
الأفكار تتحول لتكون واقع. بدون أن تقوم باتخاذ منظومة معتقدات جديدة، وتصفي هذه الأوهام أو غيرها من وعيك فلن تستطيع أن تتغير وتحقق ما تريد. قم بتجديد وهندسة وعيك الآن.
ثانياً: هل تعرف كيف تريد أن تكون حياتك؟ ولماذ؟
هل تفكر وتتساءل كيف تريد أن تكون حياتك، شكلها، طبيعتها، العلاقات فيها. هل حلمت كيف يجب أن يكون يومك، أم أنك تأخذ الحياة على ما فيها من معطيات. هل تعرف لماذا تريد أن تكون حياتك بطريقة ما، أم أن شاشة التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي هي من يدفعك لهذا التفكير؟ هل تعرف كيف تتوقف وتصمت لتعرف حقيقة أعماقك الداخلية، أم أن هذا النوع من الصمت يخيفك؟
ثالثاً: ماذا تفعل يومياً من أجل الوصول؟
منذ أن تنهض صباحاً ماذا تفعل، كيف تفكر، كيف تتصرف. هل تفتح هاتفك مباشرة حتى تشاهد ما كتبه الناس لك؟ هل تنهض وأنت تنظر إلى حياتك بحنق؟ هل تنام على المسلسلات التي تبث الخوف والفوضى كل يوم؟ هل تتحدث مع نفسك والآخرين بكل سلبية؟ هل تقرأ؟ هل تتعلم شيء جديد كل يوم؟
ماذا تفعل في يومك من أجل أن تصل إلى ما تريد؟ هل تعرف أن كل ما تريد أن تحققه يبدأ بخطوات صغيرة جداً تكاد لا تذكر ولا ترى؟ هل تعرف أن هذه الخطوات من صغرها وتفاهتها لا يفعلها معظم الناس لأنه يستخفوا بها؟
أنت قادر على الوصول إلى حيث تريد، وتصنع الحياة التي تريد، ولكن هل أنت مستعد لدفع الثمن؟ هنا الفارق بين التحقيق والحلم.
أحمد أبوطالب
#اكتشف_عبقريتك
20 مارس 2017
إشترك الآن بالقائمة البريدية
الرجاء أدخال البريد الألكتروني ليصلك كل جديد
آخر التعليقات
Make sure to visit other blogs that are in the same niche as Happy New Casino Casinos and leave relevant comments. Doing so will lead people to want to know more about Happy New Casino AllForBet and they will in turn sign up so that they can read Happy New Casino Casino blog and learn more about what it is Happy New Casino AllForBet have to say. Raquel Kiel Nelle
Nice post. I learn something new and challenging on websites I stumbleupon every day. It will always be interesting to read content from other authors and practice a little something from other websites. Phebe Chris Bacon
So glad to hear that your exhibition has been re-scheduled. These pieces are so vibrant! Adiana Ab Cotterell
I view something genuinely special in this web site. Lonna Tully Decamp
If you wish for to obtain a great deal from this article then you have to apply these strategies to your won weblog.| Audy Deck Law